بيان صادر عن رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة سماحة الشيخ ماهر حمو : اعتاقل الشيخ عيسى قاسم
2017-05-23

واضح ان اعتقال آية الله عيسى قاسم جاء استجابة لمقررات اتخذت في القمة السعودية الأمريكية ليثبت هؤلاء الملوك والأمراء والحكام المزعومون أنهم جزء من السياسة الامركية في المنطقة، ينفذون ما تريد اميركا على حساب شعوبهم وعلى حساب حقوق الشعوب وعلى حساب الانسان وحقوقه بشكل عام .
إن هذا التطور يدل على مزيد من العمالة ومزيد من الانصياع للشيطان الاميركي ولمصالح إسرائيل، حيث ظهرت هذه الممالك المصطنعة كأنها دمى يلعب بها الاميركي حيث يرغب ويسر لهما الإسرائيلي، وللأسف الشديد ان كل ذلك واضح في تصاريحهم في التصريح الاميركي والإسرائيلي وواضح في قراراتهم ولكن كثيرا من شعوبنا لا اقول كل شعوبنا وكثيرا من المسؤولين وكثيرا من علماء الدين المزورين وكثيرا من الجهات التي تدعي انها إسلامية، توافق على هذا وترضى بهذا من منطلق مذهبي جاهلي مرفوض في الشريعة الاسلامية التي تأمرنا ان نقول الحق ولو على انفسنا ان نقول الحق ولو على قومنا او عشيرتنا وان نشهد لله تعالى بالحق.. هذا الامر يشعرنا بكثير من الالم ولكنه في نفس الوقت لا يجعلنا نستسلم لإرادة الاميركي والإسرائيلي لأنه لا يزال هنالك في شعوبنا خير مخبوء سيظهر بإذن الله تعالى قريبا.

ومن هنا، لا بد من المزيد من الوعي والمزيد من التماسك والمزيد من فهم المؤامرة الاميركية الاسرائيلية الرجعية العربية التي تنال من كل مفاهيم المقاومة ومن كل الرؤى السياسية السليمة التي تؤكد ان اسرائيل هي العدو وليس احدا اخر.. لا شك ان هذا الفهم الذي تم ضربه تماما في هذه القمة القذرة في الرياض، حيث اعتبرت حركات المقاومة حركات ارهابية فيما ان الحركات الارهابية الفعلية ومن يدعم الارهاب اعتبر انه معتدل وما الى ذلك.. هذا التزوير الكبير الذي حاولوا تأكيده في هذه القمة القذرة، يجب أن يقابله عمل كبير وواسع من الجهات الواعية في الامة كي تعيد هذا التوازن لعل هذا الامر لن يحصل إلا بمواجهة مباشرة مع الاسرائيلي او مع الاميركي بطريقة سياسية وغير ذلك .. المهم ان يعاد تصويب الاتجاه الصحيح للأمة لان هذا العمل الذي عمل عليه كثيرا خاصة خلال السنوات الست الاخيرة عمل كثيرا وانفق كثيرا من اجل تزوير هذا الهدف، هو الذي يجعل الكثيرين اليوم يصمتون ويرضون بل ويدعمون الحرب على اليمن وعلى هذا الجزء العزيز من أهلنا في البحرين والحصار في غزة والتدمير في سوريا والعراق وليبيا وغير ذلك.. هذا الانحراف السياسي هو الذي يبرر هذه الاعمال كلها...
ومن هنا همنا الرئيسي أن نعيد تصحيح الاتجاه بكل ما أوتينا من قوة من الناحية السياسية والثقافية والإجرائية، المهم ان يبقى اهلنا في البحرين كما عهدناهم (ولا يحتاجون منا الى نصيحة نحن نتعلم منهم) ولكن نقول لهم أن يظلوا على سلمية التحرك رغم قساوة هذا القرار لانه إذا استعملت الاسلحة وتحولت الاعتراضات السلمية الى عنفية ستبرر للآخرين مواقفهم السيئة باتهامهم لحركات المقاومة بأنها إرهابية.. كذلك يجب على اخواننا في ايران الذين هم متهمون انهم وراء كل هذه التحركات في العالم الاسلامي كما قال ترامب، ان يقوموا بكثير من الحراك السياسي في العالم لتصحيح هذا الكلام وهنا لا بد ان نشير الى كلام الشيخ روحاني بعد القمة الذي كان في غاية الاتزان ولم يصعد كثيرا بل اعتبر ان هذه القمة حبر على ورق وما الى ذلك، ولقد سخّف القرارات عوضا عن أن يعظّم من شأنها هذا بالنسبة الى ايران امر مهم جدا حتى لا يتخذ اي تصعيد كلامي مبررا لتأكيد كل هذه القرارات القذرة الذي اتخذت، ونحن على ثقة بحكمة اخواننا في ايران في هذا الاتجاه وهم محور هذه الحرب الضروس من اليمن الى العراق الى سوريا الى لبنان الى البحرين.
إن أبسط ما نطالب به أن تلغى هذه الأحكام السخيفة التي اتخذت بإسقاط الجنسية او بإخراجه من البلاد، وهو بحريني قبل الحاكم نفسه وقبل كثيرين ممن يأخذون الجنسية في كل يوم، وهذه مهزلة كبرى سكت عنها كل من يتحدث عن حقوق الانسان وكل من يتحدث بالحقوق البشرية وما الى ذلك.. بالحد الادنى هذا الرجل المحترم الذي لم نسمع منه اي تحريض عنفي ولا اي تفريق مذهبي خلال كل هذه الازمة وقبلها، وهو متشبع بروح الوحدة الاسلامية ومتشبع بالمفاهيم الوطنية التي تجمع الجميع على رأسها فلسطين ووحدة الامة، هذا الرجل يجب ان يكون موضع تكريم وليس موضع اهانة او حتى مجرد استفزاز .