سماحة الشيخ ماهر حمود يلقي كلمة في اللقاء التشاوري للمرجعيات الروحية
2017-04-20

بسم الله الرحمن الرحيم
القى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة سماحة الشيخ ماهر حمود كلمة خلال لقاء تضامني مع اقباط مصر بعد انفجاري طنطا والاسكندرية في مقر الكنيسة القبطية في حرج ثابت، جاء فيها:
ان الله عندما فرض الجهاد وفصل الايات {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (سورة الحج 40)، اكد مباشرة ان هذا الجهاد دائما اتى ليحمي (صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا)، يعني ان الله اعتبر ان المجاهدين ينبغي ان يحموا اماكن العبادة كلها سواء كانت للمسلمين او لغيرهم، وان جغرافية المدن الكبرى في العالم الاسلامي تؤكد ان الكنائس بل معابد اليهود ايضا جزء لا يتجزء من جغرافية هذه المدن التاريخية الكبرى ، لقد حافظ الاسلام على كل المعابد وحفظ حرية العبادة، فما فعله التكفيريون في مصر او غيرها لا يمت للإسلام بصلة.
وأشار الى المطران حجار، مطران الكاثوليك في صيدا، خلال القرن الثامن عشر الذي ذهب الى الآستانة ليتواسط مع الباب العالي لإعادة اعمار المسجد العمري الكبير في صيدا، حيث تجاوب معه الباب العالي مباشرة فكان عملا ذكيا يدل على التكامل في بناء العبادة حتى في فترات تاريخية حرجة.
وأكد دعم ادارة اوباما وكلينتون لداعش ولكافة التكفيريين وان القرار الاميركي الصهيوني هو خلف مثل هذه الاعتداءات.. لقد فضح الإرهاب نفسه، وفضح الممولون أنفسهم، رأينا منذ أشهر قليلة كيف يوجه الرئيس الأميركي الحالي ترامب أصابع الاتهام بشكل واضح إلى أوباما وكلينتون بأنهما أنشآ داعش ومولاها وسهلا كل الأعمال الإجرامية التي شهدناها وطبعا لم يستطع أوباما وقتها ولا كلينتون أن يجيبا بشيء لأنها بالأدلة الدامغة.
أضاف: نعم هناك فكر مشوه لكنه عاجز عن أن يفعل كل هذا لولا الدعم الأميركي والإسرائيلي الذي يحتاجه، اليهود يحتاجون إلى هذا ليبرروا وجودهم، وبالأحرى يحتاجون إلى هذا التمزق والتشتت وهذا مسطور في كتبهم ووثائقهم.
وتابع: لنستنفر طاقات كل الأمة لأننا نحتاج إليها جميعا ونحتاج لأن نتواصل ونتحاور ونتبادل الوثائق إذا جاز التعبير.. في التاريخ الإسلامي ظهر الكثير من المنحرفين والظلمة ولكن راقبوا جغرافية المدن الكبرى في العالم الإسلامي، القاهرة بغداد بيروت طرابلس صيدا تجدون الكنائس جزءا رئيسيا من البنيان التاريخي، في صيدا القديمة كم من كنيسة.
أيضا كما تفضل الأخ الشيخ حسان عن الوثيقة العمرية وعن مصر بالتحديد: إذا أتيتم أرضا يذكر فيها الفراق فاستوصوا لأهلها خيرا فإن لهم نسبا ذمة ورحما، وهؤلاء لو فهموا جزءا بسيطا من فقه الإسلام لكانت أرض مصر عليهم محرمة بالمعنى الذي يفعلونه لأن مصر فتحت صلحا ولم يحصل حرب، قبل دخول الإسلام إلى مصر كان الأمر صلحا هذا أصلا يحرم أي عمل عسكري بعد ذلك، ولكن هل يفقهون؟ هل هم مستعدون للتراجع عن أفعالهم؟ أبدا إنهم أصلا لا يستندون إلى إسلام أو إلى فقه.
وختم: كل التضامن مع أهلنا في مصر، كل التضامن مع أقباط مصر الذين لا يزالون إلى الآن يعطون مصر إسمها باللغة الأجنبية Egypt وهو طبعا لفظ من القمة، ولا يزالون جزءا من التاريخ وجزئا أيضا من كل حروبها، ضد الصليبيين، وضد الاستعمار القديم والحديث.

كما والقى كلمة الشيخ احمد قبلان ومطران الطائفة السريانية جورج صيليبا والشيخ حسان عبدالله، وقد القى كاهن الرعية القبطية الاب رويس الاورشليمي كلمة شكر للمشاركين .