بسم الله الرحمن الرحيم

منتظر الزيدي: إنا منتظرون

بسم الله الرحمن الرحيم
منتظر الزيدي: إنا منتظرون

لم نكن نعرف عنه الكثير، فمنذ ضربته التاريخية المشهورة في 14-12-2008، ورغم الضجيج الإعلامي الذي رافقها والترحيب الشعبي العارم الذي واكبها، رغم ذلك هو الآن محاصر إعلاميا إلى حد ما، كتابه الذي كتب فيه كل شيء تقريبا، موجود في المكتبات، ولكن في بعضها... ولعل بعض من يدعي توزيع هذا الكتاب يضعه في المستودعات ولا ينشر له الدعاية التي يستحقها ليصبح الكتاب مقروءا، لم تعد الفضائيات تستقبله كما حصل بعد الحادثة المشهودة، والله اعلم لسبب واضح، لا يريد أن يكون محسوبا على احد ولا يريد أن يكون جزءا من الاصطفاف المذهبي أو الحزبي أو الجهوي الذي يملأ العالم الإسلامي اليوم وللأسف، ولا بد ان نشهد شهادة لله بعد الجلسة الطويلة الوحيدة معه حيث شرفنا بحضور صلاة الجمعة والحديث بعدها لساعتين من الزمن.
الحقيقة.. انه ليس فقط قاذف الحذاء على بوش، هذا قليل في حقه، فعندما بدأ بالشرح وكيف عزم على هذا الأمر منذ أن سمع في الإعلام أن العراقيين استقبلوا الاحتلال الأميركي بالورود – وليس هنالك ورود أصلا في العراق – عزم على هذا الأمر وتحينّه لسنوات حتى جاءت الفرصة وكان المؤتمر الصحافي الذي نفذ به عمليته البطولية.
عندما تسمع كيف اختار حذاءه من بين الأحذية: اختار الذي زار به مناطق العراق المنكوبة وداس به على آثار الدماء المتبقية على الأرض من ضحايا العدوان الأميركي، واختار الحذاء الأقدم وعندما تسمع انه ظل لفترة يراقب وينتقي الزاوية حتى لا يصيب حذاؤه كلمة (الله اكبر) الموجودة على العلم العراقي خلف الطاغوتين الأميركي والعراقي... وعندما تسمع منه كيف دعا ربه مرارا وتكرارا أن يوفقه إلى هذه الضربة، وكيف ناجى ربه عندما وصلت أيام بوش إلى آخرها ولم يوفق، لماذا يا رب لم توفقني إلى هذه الضربة وقد أوشك على المغادرة... عندما تسمع كل تلك التفاصيل تتأكد تماما انه ليس مجرد قاذف حذاء.
وعندما تعلم انه كتب وصيته وسجلها بصوته لأنه اعتقد انه سيغادر الحياة بعد هذه العملية، وركز فيها على انه ليس جزءا من أي اصطفاف سياسي أو مذهبي أو حزبي أو جهوي يتأكد زيادة ما قلناه...
وعندما تسمع شرحه للخلافات المذهبية وتسمع شرحه للتاريخ الإسلامي وللمفاصل الرئيسية التي ارتكزت عليها المذاهب المتنازعة سيتأكد لك انه أعلى من أن يصنف تابعا لمذهب، ولو أن علمه أو سنه يسمحان، أو لو أن الظروف تسمح لقلنا انه صاحب مذهب انتقائي يختار من كل المذاهب الأقوى دليلا والأصلح لأحوالنا والأفضل لمستقبلنا وفق رؤية شفافة، حيث يقرأ الأحداث كما هي دون عقدةٍ من أن يوجه النقد إلى أية جهة مهما علا شأنها ومهما كانت ايجابياتها كثيرة، ودون أن يمنعه الخلاف مع أية فئة من أن يرى ايجابياتها رغم أخطائها في أمور ليس مسموحا فيها الخطأ.
وفي الجدال حول اسمه، هل هو منتظِر أو منتظر بكسر الظاء أو بفتحها، قال هو سمي بالمنتظر بفتح الظاء، يعني لقب الإمام المهدي حسب المشهور في عقيدة إخواننا الشيعة، وقلت انه الأفضل أن يكون بكسر الظاء لأنه ينتظر وننتظر معه وسائر الأمة الفرج، وأقول الآن نحن وإياك منتظرون أن يأخذ أمثالك مكانهم في المجتمع وان يخرق كثيرون مثلك الاصطفاف المذهبي والحزبي والجهوي، وان يؤدي كلٌ منا دوره في مواجهة الاستكبار والظلم، كلٌ حسب استطاعته لنشكل جميعا الأمة الواحدة المؤهلة للانتصار المنتظر... الموعود...
{ ... وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (سورة يوسف 21)